تسأل قارئة: إن الجينات الوراثية يمكن أن تساعد فى علاج مرض الكبد، فهل هذا صحيح؟
يجيب على هذا التساؤل دكتور هشام الخياط، أستاذ جراحة الكبد بمعهد ديتور بالهارس قائلا:
إن الجينات الوراثية للمريض والبصمة الوراثية تحدد درجة وشدة مرض الكبد عند المريض وتحدد الاستجابة ونجاح العلاج، فقد اكتشف العلماء فى الفترة الأخيرة ما هو مثير وسوف يؤثر على العلاجات الحديثة وعلى معرفة مدى تدهور الكبد عند مريض فيروس سى أو بى، وذلك بعد اكتشاف أن الجينات الوراثية لكل مريض تلعب دوراً كبيراً وهاماً فى التدهور السريع لحالات الكبد، وبالجينات الوراثية يمكن أن تحدد الأعراض الجانبية التى من الممكن أن تصيب المريض من جراء الأدوية الحديثة.
وقد تم معرفة أن هناك حمضاً نووياً فى الخلية، هذا الحمض النووى تم اكتشافه منذ أكثر من 55 عاماً، وهذا الحمض به بلايين الجينات والكروموسومات التى تحدد لون الشعر ولون عينيه وقابليته للسمنة، وهذه الخريطة الجينية تحدد طبيعة الأمراض التى من الممكن أن يصاب بها بعد ولادته سواء أمراض وراثية أو أمراض نتيجة البيئة.
ونتيجة الجهود التى قام بها العلماء فى الفترة الماضية فقد ثبت أن هناك 3 جينات مسئولة عن تدهور الكبد بشكل سريع عند بعض مرضى فيروس سى وبى، فإذا اتحدت العوامل الأخرى سواء بالنسبة لنوع الفيروس أو بالنسبة للتغيرات البيئية حول المريض، بمعنى أنه إذا وجد 3 جينات معينة مصابة بفيروس يستطيع الطبيب أن يعرف أن هذا المريض ستتدهور حالته.
وسيتحول لحالة متقدمة من التليف فى غضون وقت قصير فى المقابل عند عدم وجود هذه الجينات الثلاثة يكون هذا المريض أسعد حالا ولا يحدث تدهور فى حالته، وهذا يتيح للطبيب الإسراع فى علاج هؤلاء المرضى، أما النوع الأخير من الجينات التى تم اكتشافها مؤخرا فهو الجين الخاص بدرجة استجابة المريض للعلاج، وهو المعروف بجين الانترلوكين 28 بى، وهذا الجين عند وجود بصورة كاملة سى سى يكون المريض أقل حظاً من المرضى حائزى الصفة الوراثية لهذا الجين تى تى، وتكون استجابتهم للعلاج أقل، وهذا يتطلب الحصول على أدوية محفزة وهذه الأدوية يطلق عليها مضادات الفيروس، ولكن تم اكتشاف جين وراثى جديد عند وجوده تكون الأعراض الجانبية للعلاج المتعارف عليه أشد، وخاصة فقر الدم، ويستطيع من خلال ذلك التنبؤ بالمرض.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع